بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على الهادي البشير والرسول المنير والمصطفى خير خلق الله أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. وبعد:-
لقد آلمنا جميعاً ما حصل في هذه الأيام من سخرية واستهزاء من الكفرة الملحدين الكاذبين المحاربين لله ورسوله آلمنا ما فعلوا وما قاموا به من إساءة لخير البشر سيد ولد آدم خاتم النبيين والمرسلين حبيبنا محمد صلوات ربي وسلامه عليه وهذا ليس بغريب عليهم فهم قد اتخذوا لله نداً وشريكاً وولداً فإذا كانوا أساءوا بحق الله فهل نستغرب منهم إساءتهم بحبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهو من البشر.
ورغم ما حصل من إساءة وسخرية بنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام إلا أني سعيد لما حصل من حال الأمة وغيرتهم على حبيبنا عليه الصلاة والسلام وما حصل من صحوة بعد سباتٍ عميق دام طويلاً ولكنها صحوة لا نعلم هل ستستمر أم لا.
فمن هو الذكي في هذه الصحوة؟ الذكي هو من يستغلها في نشر الخير وإتباعه والعمل به والرجوع للدين الحق والعمل به الذكي هو من يرجع إلى سيرة حبيبنا وقدوتنا محمد عليه صلوات الله وسلامه وقراءتها وإتباعها والإقتداء به في كل صغيرة وكبيرة لأن الصحوة بدون دليل ومنهج لن تدوم وستنتهي قريباً ونعود في سباتنا العميق وهذا ما لا نرجوه ولا نأمله.
ما سبب دفاعنا عن حبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم؟ أليس السبب هو حبنا له ولكن هل يكون الحب بدون إتباع أو انقياد لما يأمر به حبيبنا عليه الصلاة والسلام مما أمر الله به وننتهي عما نهانا عنه كما قال الله في محكم التنزيل { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (7) }الحشر ألم يقل الله تعالى { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (31) }آل عمران.
فهل نحن نحب الله ونحب نبينا عليه الصلاة والسلام؟ إذا كان الجواب نعم فلا يكون الحب إلا بالإتباع لما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والعمل به دون قيد أو شرط أو تحريف وتأويل حسب ما يوافق أهواءنا لأن الله قد قال في محكم التنزيل{ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا (36) }الأحزاب فهل بعد هذا خيار لنا بأن نتبع ما نحب ونترك مالا نحب فإذا كان كذلك فإن هذا يسمى حب الهوى والحَمِيَّة لا حب الانقياد والطاعة والامتثال.
لذلك وفي هذا الموضوع أو البحث الذي سأقوم به وأسأل الله أن يعينني عليه وعلى إكماله والعمل بما فيه أحببت أن أطرح لكم سيرة النبي صلى الله عليه وسلم لكي نقرأها ونعرف الكثير عن حبيبنا الذي أوذي وأسيء وشكك فيه وفي أخلاقه وفعله وأوصافه سيكون هذا البحث الذي سأقوم به عبارة عن سيرة حبيبنا صلى الله عليه وسلم وما ورد عنه صلى الله عليه وسلم لتبيين أخلاقه وحسن تعامله وكريم فعاله وصفاته لكي يكون القاريء على بينة عن حبيبه أكثر وليعرف عنه ما لم يكن يعرفه من قبل فيقوم بإتباعه على بينة والذود عنه بتبيين سيرته لمن حوله من أقارب وأحباب فيعم بها النفع وينتشر الخير لكي ندافع عن حبيبنا صلى الله عليه وسلم على بينة ويكون دفاعنا بالعمل والتطبيق قبل القول.
لذلك سأبدأ من هذه اللحظة في البحث فأحببت أن أشارككم بما أقرأ وسيكون على شكل حلقات منفصلة لكي يكون هناك متسع لي لأجمع ما أريد من معلومات من عدة كتب متفرقة وأصيغها بالشكل الذي أحب أن أقرأه أنا ثم أطرحها لكم لكي نتشارك الفائدة ويعم النفع ولكي يكون لكم المجال في قراءة كل حلقة على حده ليقرأها من يقرأ وينشرها من ينشر لعل الخير يعم وسيكون عنوان هذا البحث
سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم كما أحببت أن أقرأها
وقد أسميتها بهذا الاسم لأني سأطرحها بالشكل الذي أحببت أن أقرأه أنا وذلك باختصار ما أحب أن أختصر والذي أرى أنه من الأفضل اختصاره وأطيل في المواضيع التي تستحق الإطالة والتفصيل لكي تكون فائدتها أكثر.
ولا أعلم كم سيكون مدة هذا البحث ولكن كل حلقة أنتهي منها سأطرحها لكم قد تكون أسبوعية أو شهرية حسب الإمكانية والاستطاعة فإن أمد الله في عمري سأخص بها هذا المنتدى ما استطعت ولكم بعدها حرية النشر إن كانت تستحق النشر وبعد أن أنتهي منها ورأيت أنها تستحق النشر سأنشرها بعد مشاورة أهل الاختصاص في ذلك ولكن مبدئياً إهداء مني لمنتديات رجه فأرجوا أن يكتب الله فيها النفع وأن يغفر لكاتبها وقارئها وناشرها.
أحبتي الكرام هذا الموضوع لم أطرحه لكي تردوا عليه بل لتقرءوه فقط وأتمنى أن لا يتم الرد عليه لكي يكون متسلسل ومتتابع لكي يسهل على القاريء متابعة قراءته لمن أراد ذلك لذلك أتمنى من إدارة المنتدى أن تغلقه ولكم مني جزيل الشكر.
وادعوا لي بأن ييسر الله لي إتمامه على خير وأتمنى أن يكون أسبوعياً فتمنوا لي التوفيق.
أعلموا أن هذه كتابة من بشر يخطي ويصيب فما كان من صواب فمن الله وبتوفيق منه وما كان من خطأ فمن نفسي ومن الشيطان والله ورسوله بريئان فإن رأيتم من خطأ فقوموني وصححوا أخطائي ولكم مني جزيل الشكر.