السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فهذا الموضوع الغريب التالي بحث فيه منذ اربع سنوات " طبيب عربي " حتى اثبته , و يقول في بحثه : " انا طبيب عيون و قد تعمقت كثيرا في حديث الرسول الكريم - صلى الله عليه و سلم - الذي يقول فيه : " إذا سمعتم اصوات الديكة فسلوا الله من فضله فأنها رأت ملكا , وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فأنها رأت شيطانا"
ومن هذا الحديث يتضح لنا :
أن قدرة الجهاز البصري للانسان محدودة...و تختلف عن القدرة البصرية للحمير و الديكة...
و بالتالي فإن قدرة البصر لدى الانسان محدودة لا ترى ما تحت الاشعة الحمراء ولا ما فوق الاشعة البنفسجية..
لكن قدرة الديكة و الحمير تتعدى ذلك!!! و السؤال هنا؟ كيف يرى الحمار و الديك الجن والملائكة ؟
الجواب هو :
أن الحمير ترى الاشعة الحمراء و الشيطان وهو من الجان خلق من نار أي من الاشعة تحت الحمراء!! لذلك ترى الحمير الجن ولا ترى الملائكة...أما الديكة فترى الاشعة البنفسجية و الملائكة مخلوقة من نور أي من الاشعة فوق البنفسجية لذلك تراها الديكة.. و هذا يفسر لنا لماذا تهرب الشياطين عند ذكر الله...
و السبب هو ان الملائكة تحضر الى المكان الذي يذكر فيه اسم الله فتهرب الشياطين!!
و هذا يذكرنا بالمثل الذي يقول : (إذا حضرت الملائكة ذهبت الشياطين)
و السؤال: لماذا تهرب الشياطين عند وجود الملائكة ؟
الجواب: لأن الشياطين تتضرر من رؤية نور الملائكة...
بمعنى آخر: اذا اجتمعت [color=darkorchid]الاشعة الفوق بنفسجية و الاشعة تحت الحمراء في مكان واحد فإن [color:0147=red:0147]الاشعة تحت الحمراء تتلاشى!!!!!
المهم في موضوعنا بل الاهم هو :
عن ابن عباس و عن عائشة - رضي الله عنهما - أن الرسول - صلى الله عليه و سلم - كان يرى باليل في الظلمة كما يرى بالنهار في الضوء.
عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه و سلم - : ( رأيت الملائكة تغسل حمزة بن عبدالمطلب و حنظله بن الراهب)
عن انس - رضي الله عنه - قال: قال صلى الله عليه و سلم : ( رصوا صفوفكم و قاربوا بينها و حاذوا بالاعناق , فوالذي نفسي بيده إني ارى الشياطين تدخل من خلل الصفوف كأنها الحذف)
(و الحذف هي الاغنام السوداء الصغيرة)
هذه الاحاديث الثلاثة تبين لنا أن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - كان يتمتع بميزات وهي :
في الحديث الاول/
انه كان يرى باليل كرؤيته بالنهار...
وهذا ما توصل اليه العلم بعد 1420 عام!!!!!
و ذلك عن طريق المناظر الليلة التي ترى بالليل...ورغم ذلك فإن الرسول - صلى الله عليه و سلم - يتفوق بصريا على هذه المناظير...لأنه كان يرى باليل بكل وضوح كرؤيتنا نحن بالنهار
أما المناظير الليلية المصنوعة الآن فإنها لا ترى بالليل بشكل واضح...فأكثر هذه المناظير تكون فيها الرؤية ذات لون واحد [color=seagreen]اخضر او [color:0147=red:0147]احمر مثلا...
أما الحديث الثاني/
وهو رؤيته للملائكة...فهذا يثبت أن الرسول - صلى الله عليه و سلم - كان يرى [color=darkorchid]الاشعة الفوق البنفسجية وإلى الآن و بعد 1420 عام لم يتمكن العلماء من اختراع جهاز يرى [color:0147=darkorchid:0147]الاشعة الفوق البنفسجية و إلا لكانوا رأوا الملائكة
أما الحديث الثالث/
فأعتقد انه قد اتضح لكم ولا يحتاج الى شرح.
قال تعالى: ( فكشفنا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد)
قال تعالى في وصف حور العين ( وعندهم قاصرات الطرف عين...)
حابسات الاعين عن ازواجهن فقصرت ابصارهن على ازواجهن لا يمددن طرفا الى غيرهم , و العين: نجل العيون...
توضيح علمي
عندما اجتمعت كلمتا قاصرات و عين في آية واحدة تبادر إلى ذهني موضوع قصر النظر و هي الحالة التي لا يرى المصاب بها إلا عن قرب , وكبر حجم العدسة هو احد الاسباب الهامة لقصر النظر الذي في نفس الوقت يضفي لصاحبته حسنا وبهاء, وقصيرالنظر لا يستطيع رؤية الاشياء البعيدة بوضوح بدرجة تتفاوت بتفاوت شدته.
الاسراء و المعراج بالروح و الجسد و البصر الخارق ( البصر الحديد)
قال تعالى لنبيه الكريم : ( فكشفا عنك غطائك فبصرك اليوم حديد ) كل إنسان يوجد على بصره غطاء يمنعه من رؤية أشياء كثيرة..وبعد الموت يصبح بصر الانسان قويا بعد ان يزاح هذا الغطاء عن العين.. عندها سيرى كل شيء الجن و الملائكة و غير ذلك..والرسول - صلى الله عليه و سلم - كان لديه بصر حديد وكما ورد في الاية
فان الله ازاح عنه هذا الغطاء ليرى كل شيء ( فبصرك اليوم حديد) فكان يرى الملائكة...وكانيستطيع رؤية المصلين من ورائه: ( اقيموا الركوع و السجود فوالله اني لأراكم من بعد ظهري اذا ركعتم و اذا سجدتم) "رواه البخاري و مسلم"
و كان يرى بالليل بوضوح كما يرى بالنهار في الضوء و كأن بصر النبي - صلى الله عليه و سلم - هو نفسه بصر اي شخص منا بعد الممات اي بصر حديد قوي و نافذ... وهو ليس بصر الجسد الحي الضعيف , قال النبي - صلى الله عليه و سلم - : ( إن الروح اذا قبض تبعه البصر)....أفهم أن الروح مفصولة عن البصر و يتبعها البصر اين ما ذهبت...وكانه جهاز مستقل بذاته...والبصرهنا هو البصر الخارق (الحديد) مكشوف عنه الغطاء...
لا اعتقد ان عين الميت هما الناظرتان للروح فتتبعانها...لانهما اصبحتا غير مبصرتين لكي تتبعان الروح.. ولانه قد ماتت الخلايا العصبية التي تستقبل الصورة و ترسلها الى المخ , البصر العادي لدى الانسان لا يرى الملائكة و الجن ( وهو نفس البصر الحديد لكن مغطى عليه بالغطاء)
وعندما يزاح هذا الغطاء عند الموت سيرى الميت كل شيء...حتى انه يرى روحه وهي تطلع...واحيانا يزاح هذا الغطاء قبل الموت بدقائق او ساعات...لذلك نسمع من البعض وهم على فراش الموت انهم يرون الملائكة او انهم يرون الجنة إن كانوا صالحين!!!!..
قال تعالى : ( ما زاغ البصر و ما طغى)
و المقصود البصر الخارق...
الذي استطاع به النبي - صلى الله عليه و سلم - رؤية الملائكة و عجائب الامور في الاسراء والمعراج ...
اذا النسان يحتوي على جسد وروح و بصر مغطى مغطى عليه... وعندما يموت يتبقى الروح وبصر حديد يتبع الروح...
و الرسول - صلى الله عليه وسلم - بشر... يملك جسد وروح وبصر لكن غير مغطى عليه , و الرسول - صلى الله عليه و سلم - إن كان كان اسري به بالروح فقط كما يقول البعض ...فمعنى هذا انه لم يرى شيء ...لان الروح لا ترى...وهذا اثبات انه صلى الله عليه وسلم لم يسري به بالروح فقط...ولكن اسري به بالروح و الجسد و البصر المكشوف عنه الغطاء استطاع به ان يرى الملائكة و استمرت قوة ابصاره كذلك وهو على الارض...وكان كذلك قبلها...
المعروف ان البصر العادي الذي نرى من خلاله هو الذي يتكون من العينين * وعصبين بصريين * وامتدادات الى خلف المخ وهناك بصر يتبع الروح مفصول عنها وهو البصر الحديد...(لا ندري مما يتكون لانه الى الآن غير مرئي)
وعند الموت - و احيانا قبله - ينتهي عمل البصر العادي الذي نرى من خلاله...وعند موت البصر العادي ينشط البصر الحديد المكشوف عنه الغطاء و اول ما يقوم به هذا البصر البصر هو تتبع الروح ... قال تعالى : ( فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد)
لا حظوا ان البصر الحديد ينشط بعد موت صاحبه.. اي ان البصر الحديد موجود لدى كل شخص منا منذ ان ولد...لكنه يعتبر نائم و لا يستيقظ الا عند خروج الروح الى بارئها...
و السؤال هنا : هل يستيقظ البصر الحديد ونحن احياء ؟
الجواب:
ان البصر الحديد ينشط الاف المرات خلال حياتنا...بل كلنا قد راينا من خلال هذا البصر تقريبا كل ليلة...راينا الكثير من الاشياء من خلال هذا البصر...
وكلما زاد صلاح المرء و ورعه و زهده في الدنيا...زادت في المقابل قوة إبصاره من خلال البصر الحديد... وعليه نستطيع ان نقول ان اقوى بصر حديد لانسان بعد الانبياء هو ابو بكر - رضي الله عنه -...
فهل عرفتم متى يستيقظ هذا البصر الحديد ؟
انه يستيقظ عندما ننام!!! انا لا اتحدث هنا عن الاحلام بل عما نراه و نحن نحلم...
ولابسط المسألة اقول:
ان كنت رايت في احلامك الرسول - صلى الله عليه و سلم - او الانبياء - عليهم السلام - او الصحابة - رضوان الله عليهم - ...او رايت ملائكة... او شياطين ... او رايت الجنة او النار او يوم القيامة...او رايت شخصا نعرفه توفي منذ زمن..او او او او....
فعندها تكون قد استخدمت بصرك الحديد...
لاحظوا قول الصحابي للرسول انه في منامه راى ان راسه يتدحرج امامه وهو ينظر اليه...
لو ركزنا فيما سبق سنجد ان البصر العادي ينشط عندما نكون احياء و يموت عندما نموت!!..
اما البصر الحديد ينام عمدما نكون مستيقظين و يستيقظ عندما ننام...
كما انه يستيقظ اليقظة الاخيرة منذ ان تظلع الروح او قبلها بفترة بسيطة وهو اليقظة التي لا يغفو بعدها ابدا..
اللهم اجعل ابصارنا تنعم برؤية وجهك الكريم...(آمين)
قال تعالى: ( وما كان لبشر ان يكلمه الله إلا وحي او من وراء حجاب)
اي ان الله سبحانه و تعالى لم يكلم احد من الانبياء اذا استثنينا موسى - عليه السلام - ...
الا بطريقتين:
اما عن طريق جبريل - عليه السلام - او من وراء حجاب
فما هو هذا الحجاب؟؟ انه البصر الحديد الذي ينشط عند النوم
ومن هنا نعلم سبب قول الرسول ان رؤيا الانبياء حق...فبصرهم الحديد الذي زادت حدته جدا باعتبارهم انبياء وصفوة الخلق.. حتى رؤا الله سبحانه وتعالى - وحتى انهم لم يروه جهارا - فيكفي انهم راوه و كلمهم لنعام مدى قوة بصرهم الحديد...
وهذا يعيدنا للقاعدة المذكورة في الاعلى وهي انه كلما زاد صرح المرء و ورعه و زهده في الدنيا ... زادت في المقابل قوة ابصاره من خلال البصر الحديد...
نعود للمعجزة التي كانت في بصر الرسول - صلى الله عليه و سلم -...
فالرسول - صلى الله عليه وسلم لم يكن يرى ببصر مثل ابصارنا...بل انه حتى قبل النبوة كان يرى ببصره الحديد...والدليل هو رؤيته لجبريل - عليه السلام - اول مرة في غار حراء... والامر الذي لا اعتقد ان البشر مهما وصلوا في العلم من تطور قادرون على تفسيره هو قوله - صلى الله عليه و سلم - : ( اقيموا صفوفكم وتراصوا فاني اراكم من وراء ظهري)
فمن يستطيع تفسير هذا الامر ؟؟ اقرب تفسير لهذا الامر هو :
ان بصر الرسول الحديد كان يقع في قلبه...والدليل قول انس : ( ان الرسول كانت تنام عيناه و لا ينام قلبه)
و ربما تكون هذه الميزة للرسول و اكراما له من رب العالمين بان يجعل نبيه يقظا متنبها في نومه وفي استيقاظه... اللهم صلي وسلم على نبينا محمد و على آله و صبحه اجمعين
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين
اللهم قوي ابصارنا لرؤية الحق و اتباعه ورؤيت الباطل و اجتنابه الى يوم ان نلقاك و نرى وجهك الكريم يارب العالمين.